الجمعة، 24 فبراير 2017

تسرع جميع الأجهزة الحكومية إلى مدينة «أهواز» بين ليلة وضحاها! ما سبب ذلك؟

زكريا صالح 
ـ تسمع أنباء عن زيارة 10وزراء حكوميين لمدينة أهواز وتشكيل «هيئة الأزمة» هناك وما إلى ذلك من إجراءات ...
ـ هل تهدف تلك الإجراءات إلى حل أزمة الذرات المعلقة في محافظة «خوزستان»؟ أم هناك مآرب أخرى وراء الكواليس؟!
في حقيقة الأمر لقد دفعت الاحتجاجات الشعبية واسعة النطاق والمتزايدة من قبل مواطني مدينة أهواز نظام الملالي ومسئوليه للقيام بمثل هذه الإجراءات المذعورة. ويشهد الأسبوع المنصرم أن أهالي أهواز وبفضل صمودهم واجهوا ورفضوا كل ما قامت به العصابات الحكومية قاطبة من إجراءات يائسة تهدف إلى إخماد لهب نيران الغضب الشعبي وإسكات نداءاتهم وهتافاتهم الداعية إلى تلبية حقوقهم، حيث تحولت الشعارات إلى حد تتحدي فيه الولي الفقيه (قائد نظام الملالي) والتي تجسدت في شعار «أيها القائد غير الكفؤ، أين العدالة؟ أين العدالة؟».

وعقب ذلك أعلنت قوات الأمن الداخلي بشكل مذعور عن حظر أية تظاهرة أمام مبنى المحافظة. ومن الواضح أن رأس النظام أمر قوات الأمن بذلك إذ أن النظام يشاهد يوميًا مواجهات بين الشباب من أهالي المدينة وقوات التعبئة البلطجين في مختلف أرجاء المدينة حيث يؤدبونهم شباب المدينة في جميع حالات المواجهة. كما تشهد أهواز شعارات مناهضة للنظام يكتبها المواطنون على جدرانها.
أما زيارة عناصر من الحكومة والحرس الإرهابي (ولا الثوري) لمحافظة خوزستان فإنها ليست من أجل مصالح أهالي المحافظة ولا من منطلق معالجة أزمة الذرات المعلقة لأن الأزمة هذه وجميع الأزمات التي طالت الشعب الإيراني بشكل عام وأهالي خوزستان بالذات هي حصيلة لحكم هذا النظام المعادي للشعب، وإنما ما يهم النظام برمته هو مسألة أمن ولاية الفقيه التي بدأت أركانها تهتز في محافظة خوزستان ومدينة أهواز على وجه الخصوص وذلك بأيادي الشعب المنتفض.
وتبرز هذه الحقيقة في مواقف وتصريحات يتخذها كبير مسؤولي النظام بينهم الولي الفقيه «خامنئي» نفسه حيث ظهر وبعد أسبوع إلى الساحة ليدلي وبكل دجل بما يسمى بتعاطفه مع المواطنين. واتخد «آملي لاريجاني» رئيس السلطة القضائية هو الآخر موقفا أكد خلاله على «أنه ينبغي ألا تتحول الكوارث الطبيعية إلى آلة سياسية تستخدم ضد الحكومة». كما قدم نائب قوات الأمن الداخلي في الشؤون الاجتماعية في محافظة خوزستان إيضاحات بشأن أسباب إصدار بيان حظر التظاهرة في أهواز حيث أشار إلى «أن البيان يهدف إلى الحيلولة دون حالات الاستغلال سياسيًا وحتى أمنيًا لتجمعات أقامها أهالي المدينة خلال الأيام المنصرمة». وأعلن خطيب الجمعة المجرم في محافظة خوزستان هو الآخر عن فزعه إزاء «استغلال هذه الظروف الموجودة الراهنة من قبل عدد من التيارات». وتبين هذه المواقف كلها مدى خوف النظام وذعره إزاء لهب نيران الغضب الشعبي المتزايد للمواطنين الأهوازيين ومحافظة خوزستان بأسرها.
وما ينبغي لنا عدم نسيانه هو أن النظام ينظر إلى الأزمات والمشاكل التي تطال البلاد بنظرة أمنية أي من المنطلق الأمني رغم أنه قد يتخذ إجراءات مفتعلة بهدف إسكات المواطنين والحيلولة دون ارتفاع نبرة غضبهم. ولكن الحقيقة هي أن النظام لا ولن يريد القيام بإجراء جذري لحل الأزمات ومعالجتها ولا ولن يقدر على ذلك لأن الأيادي القذرة لكل من قوى الحرس الإرهابي (ولا الثوري) والمافيا الحكومي في نظام الملالي ضالعة في جميع هذه الأزمات التي دمرت وتدمر البنى التحتية للبيئة في البلاد: بدءًا من جفاف «هور العظيم» من أجل أرباح يحصل عليها من خلال العوائد النفطية، إلى إنشاء سدود بغية سرقة أموال المواطنين كسد «كتوند» وتلويث مياه نهري «كارون» و«كرخه» وسرقة مياه نهر كارون عبر حرفها و...

كما يعجز النظام عن معالجة أزمة الذرات المعلقة لأن ما يتخذه النظام من سياسات نهابة وقمعية هي تعتبر «السبب الأول والأخير» لهذه الأزمات والتي إذا ما كف النظام عن انتهاجها فسيقط لا محالة. لذلك يعلي الشعب الإيراني صرخاته ضد من يتسبب مباشرة في ويلات ومصائب طغت عليه والذي يتمثل في نظام ولاية الفقيه ليس وإلا وذلك «في كل مكان وفي أي زمن»!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق