الاثنين، 31 أغسطس 2015

يا أبتي افتخر بك



الحياة بهية وجميلة إلا أن مهمتنا أجمل وإني مازلت حيــة
اسمي "آتنا "و ابنة الشهيد حسن جباري الذي استشهد في هجوم قوات المالكي على مخيم اشرف , أطلقت قوات الظلام طلقة الرحمة على رأسه , لم اتذكر أبي لانه تركني عندما كنت في الشهر الثاني من العمر وسمعت صوته هاتفيا فحسب وإني محزونة لفقدانه
يا أبتي لن أنسى صوتك الحنون إلى أن تقوم الساعة

بعد استشهاد ابي أفكر فيه كثيرا وهذا السؤال يتبادر إلى ذهني ”لماذا تركني حيث كنت في الشهر الثاني من العمر ؟ “ لا! لن أقول إنه لايرغب في الحياة أو لايحبها بل على النقيض أنه عاشق للحياة بكل معنى الكلمة! من لمس زهرة حمراء وشم أريجها وركض تحت هطول الأمطار الشتوية وشاهد رقص الأطفال سعداء حيث يلهون ويسمعون موسيقى جميلة هادئة . … أجل ؛ الحياةكانت عنده جميلة بحيث يرى تحمل المصائب وأخيرًا التضحية بالنفس من أجل جزءًا منها ... فقد تعلمت من التاريخ أن الشعوب تثبت وجودها وتنال حريتها بفضل هذه التضحيات . إذا دعوني أن أكون جزءا من هذا الجمال وليس مستمتع به فحسب.نعم، بهذا الطريق يمكننا أن نشعر بالمعنى الحقيقي لكلمة الحياة ونستلذ منها .
آتنا العزيزة ،،،
آتنا سافر بابا لا كأسفاره التي ياتي بتحفها، سفر قصيرة المدة بل سفر طويل الأمد طوله ابدي
آتنا عندما تكبري و تجربي كم ربيع من عمرك ستفهمين اكثر بان بابا حسن كم كان شجاعا من الشجعان الذين يحسد التاريخ عليهم و يفتخر بهم . اتنا عندما ذهب بابا الى سفر بلا عودة لم يكن عمرك إلا 10 اشهر كنت طفلته و مهجته و رغم ذلك ضحى بك عزيزته وذهب يبذل نفسه و نفيسه وذهب لكي لا يرجف الاطفال النائمين في الكراتين من البرد القارس ولايضرمون بالحر القاتل ولكي لا يموت الاطفال الذين يجب ان لا يسأموا من فرحهم بالطفولة
آتنا هل تعرفين بان بابا كان ذا موقع مرموق عندما اتخذ سبيل النضال ضد النظام بحيث كان يغتبط الكثيرون بموقعه لكنه رهن راسه لله ثم للعهد عاشقا له وبلغ اشرف للوصول الى رفاق دربه بعد مشقات وصعاب 
نعم بابا ترك تفاصيل حياته حتى يحصل الآخرين على كل شي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق