الاثنين، 18 يناير 2016

ملا متجدد ليس الا سرابا ورؤيا والرؤيا لا يتم امرا





فرزاد مددزاده: اني كنت سجين سياسي في إيران لا أرحب بروحاني في اروبا
كم قادة إيرانية غير منتخبة يخطو على سجادة حمراء ويدخل الاروبا قبل ان يفهم الغرب بان الذين قاموا من اوساط هذا النظام من اي جناح كان لا ينهون على سفك الدماء إطلاقا. كنت وسط حركة المرور البطيئة في ساعة 3.30 عصر يوم 19 فوريه 1999 وسمعت دق جرس هاتفي النقال. سأل المتكلم:”السيد مددزاده”؟
وعندما قلت نعم  قال: اعتقلت اختك بسبب سوء التحجب وعليك ان تذهب الى محطة الشرطة لاطلاق سراحها. عندما وصلت محطة الشرطة وأوقفت سيارتي حوصرت فورا من قبل عناصر مجهول الهوية وهم سحبوني اجبارا الى داخل سيارة. سألتهم من انتم؟ احدهم الذي عرض سلاحه المخفية نعر”لا لك علاقة به ... فضول!”
فهمت مفاجئة بان الاتصال المذكور حول اعتقال اختي كان فخا و اعتقلت بيد عناصر وزارة المخابرات. عصبوا عينيّ و نقلوني فورا الى سجن ايفين  السيء الصيت في شمال طهران. بدأ سفري المليء من المغامرات كسجين سياسي. انا فعال منظمة مجاهدي خلق الايرانية، حركة المعارضة الايرانية الاصولية التي تكون من المتجددين الذين يريدون اسقاط نظام الملالي. انا وعدد من زملائي كنا منظمي نشاطات داخل إيران منها فضح الملالي في مجال انتهاكات حقوق الانسان. طال اعتقالي في ايفين 5 سنوات كسجين عقيدتي ما بدأ من عهد رئاسة احمدي نجاد و انتهى في عهد روحاني. اني تعرضت لالوان من تعذيبات جسدية و نفسية مخططة تهدف اقصى الضغوط عليّ لتراجعي من شرفي منها الحبس في الزنزانة الانفرادية لمدة 6 شهور مقطوعا من العالم كله و مجبورا بان اصدق كل يوم ربما يكون يومي الاخير حيث لزمني الاضطراب والقلق الدؤوب. رغم ذلك اذا تحدثنا عن ما جرى على السجناء عموما يجب ان أقول انا كنت أحسَن الحظ بين الآخرين. في غضون هذه الـ 5 سنوات تم اعدام عدد من رفاق دربي في السجن من فعالي منظمة مجاهدي خلق و منتمين الى الاقليات العقيدتية مثل الاكراد ولم يكن جرمهم الا التحدث عن حقوق الانسان الاساسية لبلدهم.
ذكرا ان خلال هذه الـ 5 السنوات من انزوايي و قلقي وتعذيبي تم قتل احدى شقيقاتي واحد اشقائي في مخيم اشرف. اطلق سراحي في فورية 2014 لكني تحت المراقبة الشديدة الدائمية. في اوت 2015 نجحت بعد ان كنت ممنوع السفر مغادرة البلد ووصولي الى اروبا. منذ الشهور الماضية ومن خلال عيشي في المنفى باروبا عرفت مضبوطا بان القضية الديمقراطية في بلدي تعرض لتهديد مصالح اقتصادية شركاء النظام الاروبية بينما ليس ثمن هذه الصفقات التي تعقد في ظل سياسة قصير النظر(تجارة اولا) ومن اجل تعزيز اصلاحيين داخل النظام ليس ثمنها الا تضحية ارواح الابرياء.
نعم بينما برمج روحاني زيارة ايطاليا وفرنسا في نهاية هذا الشهر التي تعتبر اول سفر ديبلوماسي من هذا النوع خلال العقد الماضي اطرح السؤال موجها اروبيين: أين علائم الاصلاحات والتجدد؟هل في حرية التعبير!؟ أم في اطلاق سراح السجناء السياسيين!؟أم في اعطاء حقوق النساء!؟
واذا معاملة الملالي في البلد تعد موضوع فرعي و ثانوي، أين علائم التجدد في معاملة اقليمية طهران؟؟ هل في دعم كامل عن بشار الاسد الجزار وقتل الشعب السوري الشامل؟! أم في هجوم و احتلال سفارة السعودية في طهران وقنصلية السعودية!؟ أم رأيتم تقليصا في دعم النظام الايراني من المشددين والارهابيين كحزب الله لبنان؟
حقيقة هي: بينما الدول الاروبية تشتاق الاستقبال عن رؤس دولة إيران،في حين سلطات النظام يثبتون مبرما انهم ضد الديمقراطية وحقوق الانسان ما بقدر ذلك حيث لا يخفى عن الداني والقاصي بان وضع حقوق الانسان خلال 3 سنوات من رئاسة جمهورية روحاني بات وخيما على حد حاله السابقة. تم اعدام 2000 شخصا في الاقل ما حطم رقم قياسي في هذا المجال بين الدول في العالم و بالنسبة لعهد احمدي نجاد نرى 3 اضعافا فضلا عن تشديد قمع الفعالين والمخالفين. اني اوجه السؤال الى القادة الاروبية: كم مدة يجب أن يطول أكثر حتى تبتعدون عن هذه الفكرة بان دولة إيران متجددة ومؤهلة كشريك مناسب في مجال الديبلوماسي؟ كم عدد من القادة الغير منتخبة الايرانية يجب ان يخطووا على سجادة حمراء قبل ان يفهم الغرب بان لا ينهي احدهم سفك الدماء في بلدهم ومادام يكونون اولئك على سدة الحكم يستمر سفك الدم لا محالة؟ اني لست سياسيا لكني قد تعلمت دروسا بسيطا خلال السنوات الماضية. تبدأ السياسة الحسنة من الفهم الصحيح من الظروف. يا ترى في هذا المجال عندما يصل الدور الى إيران يجب الشروع من هذه النقطة أي نقطة الدعوة من روحاني. ملا متجدد ليس الا سرابا ورؤيا والرؤيا لا يتم امرا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق